16 - 08 - 2024

وجهة نظري | مجلس "المزوغين" النواب سابقا

وجهة نظري | مجلس

لم نعد نعلق آمالا كثيرة على مجلس النواب بعدما فقد كثيرا من مصداقيته وبهت دوره وتقزم فلم يعد صدى لصوت الشعب ولامعبرا عن أماله ولا كاشفا لحجم معاناته ولابوقا لطموحاته ولا أداة للدفاع عن حقوقه ورد مظالمه ولا سيفا مسلطا على رقاب المسؤولين المتقاعسين عن أداء دورهم أو العاجزين عن أداء هذا الدور.

ولم يعد المجلس أيضا ملبيا لطموحات الأغلبية المهمشة التي تعانى الأمرين في تسيير أمور حياتها ولم نسمع يوما عن دور للنواب المفترض أن يمثلوا جموع هذا الشعب ولم نر أي منهم يتقدم بتشريع معتبر لتخفيف معاناة المنسحقين أو تلبية الحد الأدنى من مطالبهم في حياة شبه كريمة هي اقصى ما تتتعلق به أحلامهم المتواضعة. .

فقد البرلمان دوره وفقد نوابه مصداقيتهم فلا هم قادرون على الرقابة ولاهم يمتلكون القدرة على التشريع .

اكتفى أغلبية النواب بدور الكومبارس الصامت ..الحاضر الغائب .المهادن للحكومة .الموافق دوما وبلا جدال على كل خططها ومشروعاتها وقراراتها .المؤيد دوما لها دون أدنى تفكير .. الرافع بعلامة التأييد تلك حتى قبل أن يتم رئيس المجلس كلماته ، كأنه اعتاد على الموافقة وكأنه جبل على هذا الدور ولم يعرف غيره ..

ومجلس على هذا الحال لم يعد يشغل الكثيرين منا متابعة جلساته .ولم يعد أحد يهتم بما يدور فيه ، ولم يعد يؤرق أحد عدم إذاعة تلك الجلسات بعدما أدرك الجميع أن حجبها يحقق من الفائدة أكبر بكثير من تلك الأضرار التي تنجم عن غيابها ، ويكفى أنها تجنبنا الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو الجلطة أو التخلف العقلي لاقدر الله ..

كدنا ننسى المجلس بنوابه بجلساته بموافقاته بمهادناته حتى أيقظنا شاهد من أهلها ..

فتقصير النواب عن أداء دورهم لم يكن فقط في عيون الشعب لكنه جاء بإعتراف المستشار حنفي الجبالى رئيس المجلس ، عندما إنتقد بعض النواب لغيابهم عن حضور الجلسات وتفضيلهم الجلوس في الكافيتريا لتناول القهوة والمشروبات .

"أراهم متحمسين جدا في الصباح وبعدها لا أراهم في الجلسة .. يتحدث البعض منهم بحماس ويظهر أمام الكاميرات يغريه الميكرفون والإعلام التي تبرزه في المساء وكأنه حضر الجلسة العامة كلها لأكثر من سبع ساعات رغم أنه لم يحضر سوى دقيقتين فقط ويظهرون للمواطن على أنهم أبطال.ولأول مرة أنبه على ذلك لأن المسألة للبعض تجاوزت الحد ، ويجب أن نحافظ على شكل وسمعة المجلس وأدائه ".

ورغم غضب رئيس المجلس من أداء النواب والتي تشى به عباراته السابقة إلا أننا نشعر أن السبب الحقيقى لهذا الغضب يكمن في تحفظ المستشار الجبالى على مايوليه النواب من إهتمام بالدور الرقابى أكثر من إهتمامهم بدورهم التشريعى وهو ماظهر واضحا في كلماته "حينما يتصدى النائب للأدوات الرقابية ثم لايقوم بنفس الدور في التشريع فواجبى مواجهة ذلك أمام الجميع"..

المشكلة إذا كما يراها رئيس المجلس تكمن في إهتمام النواب بالرقابة وليس بالتشريع . لكن الحقيقة التي غابت عنه ويراها الكثيرين أن المجلس لم يعد له أي دور رقابي كان أو تشريعيا.

مجلس النواب يضم الصامتين الموافقين المؤيدين دوما دون عناء تفكير أو تردد أو حتى مهلة للتريث والتدبر والدراسة ..

لايشغلنا كثيرا عدم التزام النواب بحضور الجلسات ، ولانتوقف أمام تكرار عملية "التزويغ" من الجلسات . فغيابهم كحضورهم سواء لايرجى منه ولا أمل فيه أن يكون صدى لهموم ومشاكل وازمات الشعب المطحون .. والذى لايجد سوى السماء يتضرع إليها لتكشف الغمة عنه وتجازى كل مسئول تقاعس عن أداء دوره بما يستحق .
-------------------------
بقلم: هالة فؤاد
من المشهد الأسبوعية

مقالات اخرى للكاتب

وجهة نظري | الموت قهرا